روايه مره واحده فالعمر بقلم فاطمة الألفي
المحتويات
مرة واحدة في العمر
بقلم فاطمة الألفي
المقدمة..
الحب ليس كلمات تقال ولكن ماهي إلا أفعال إهتمام أمان إحتواء وغيرهما كثيرا من المشاعر.
من يحبك سيظل صادق معك وإذا تعثرت قدميك بمنتصف الطريق لن يتركك ويرحل سيظل جانبك إلى أن تستمد قوتك ولن يتركك سيظل ممسكا بيدك لكي تنهض وتكمل فى طريقك.
الحب تضحية وحياة القلوب
عندما يتسلل العشق لقلبك تمسك به فالحب الحقيقي لا يأتي إلا مرة واحدة في العمر
الفصل الاول
تسللت اشعة الشمس الذهبية داخل غرفته تداعب جفونه منما يجعله يتململ في نومته ثم فتح عيناه بتكاسل ونهض عن فراشه ليدلف إلى المرحاض ينعش جسده بالماء البارد ثم ارتدى ثيابه ووقف امام المرآة يمشط شعره بعناية ونثر عطره المفضل ثم ارتدى ساعته وهو ينظر باهتمام لعقاربها التي تشير إلى الساعة التاسعة صباحا.
اقترب منها بابتسامته الوقورة ليقبل يدها
صباح الخير يا روح قلبي
مسدت على خصلات شعره الداكنة بحنان وطبعت قبلة حانية أعلاه
صباح الورد والفل عليك يا حبيبي
جلس جانبها ليتناول افطاره نظرت جدته للخلف تنتظر قدوم شقيقه الأصغر
ماتتعبيش نفسك يا ماما نبيل لسه نايم
تنهدت الجدة بأسى ثم قالت
ربنا يصلح حاله
وقف نديم عن مقعده ليطبع قبلة رقيقة أعلى جبينها وهو يودعها
عايزة حاجه يا قلبي أنا رايح الشركة
سلامتك من كل شړ يا حبيبي ربنا يكتبلك فى كل خطوة سلامة يارب خلي بالك من نفسك يا نديم سوق على مهلك يا حبيبي
نديم عابد الصرفي شاب فى الثلاثون من عمره طويل القامة ذا ملامح هادئه بشړة خمرية بعينين زرقاويتين وشعر أسود كتيف لديه شارب ولحية منهدمة تزيد من وسامته جاد بعمله نقطه ضعفه جدته وشقيقه الأصغر المتبقى من عائلته التى خسرها منذ عشرة أعوام ليتحمل بعدها أعمال والده ويكمل مسيرته فى مجال الاستيراد والتصدير
بعدمرور نصف ساعة كانت تترجل من الاوبر وتعطي السائق النقود ثم سارت بخطوات واثقة تدلف داخل الصرح الضخم الخاص بالشركة التي تعمل بها مديرة لمكتب نديم الصيرفي ..
فيروزة صالح فتاة فى الخامسة والعشرون من عمرها تخرجت من أداره أعمال وتعمل بهذه الشركة منذ عامين ذات ملامح جذابة بيضاء البشرة بعينين قويتين بلون القهوة ورموش كثيفة تظهر جمال عينيها وشعر كستنائي يصل إلى نصف ظهرها تصففه بعناية مغرورة الطباع تتميز بالقوة والثقة بالنفس تقطن بحي سكني راقي هى وشقيقتها الصغري فوالديها بالخارج من أجل عمل والدها بإحدى دول الخليج
سار بخطواته الواثقة داخل هذا الصرح ليستقل المصعد الكهربائي ليصعد به إلى الطابق الثالث ثم يغادره ويكمل طريقه بالخطوات المنضبطة ليعبر الرواق ويصل إلى مكتبه .
القى عليها نظرة خاطفة قبل أن يتوجه لمكتبه.
لتقف فيروز ترحب بقدومه
صباح الخير يا فندم
ليجيبها بحبور قبل أن يغلق باب المكتب خلفه
صباح النور
لتعود تجلس ثانيا أعلى مكتبها وترفع سامعة الهاتف لتحدث عامل البوفيه وتطلب منه اعداد القهوة الخاصة برب عملها ثم تعود تتابع عملها خلف شاشة الحاسوب ..
تسللت نسمات الهواء العليل تداعب ستائر شرفتها لتجعلها تستيقظ اثر نسمات الهواء التي لفحت بوجهها النضر لتفرد ذراعيها بتكاسل وتنهض من الفراش لتبدأ روتين يومها المعتاد ..
بعد أن اغتسلت وابدلت ملابسها المكونة من ترينج رياضي أبيض اللون وبه خطوط رصاصي وانتعلت الكوتشي الأبيض لترفع شعرها لاعلى وتضع الكاب الأبيض لتواري خصلاتها اسفله ثم توجهت إلى المطبخ لتعد لنفسها كوب من النسكافيه وتناولت شطيرتها بشهية.
وبعدما انتهت من طعامها غادرت المنزل لتذهب إلى النادي الرياضيتمارس رياضتها المعتادة كل صباح ثم تقضي باقى يومها بالنادي إلى أن تعود شقيقتها من عملها ولذلك استقلت السيارة التى اصرت على والدها بشراءها من اجلها هى وشقيقتها ولكن هى التي دائما تستعملها ..
رهام صالح فتاة رقيقة هادئه ذات الثلاث وعشرون عاما تمتلك بشړة بيضاء وعينين بلون البني الفاتح وشعرها البني الذي يصل إلى أسفل ظهرها تتميز بالهدوء ورقة القلب لديها نقاء داخلي تحب الجميع تخرجت من كليه حاسبات ومعلومات ولم تحظى بعمل حتى الان فهي الفتاة المدللة لعائلتها وينفذون مطالبها دون تردد تقضي طوال وقتها بالنادي لكي لا تشعر بالوحده بغياب والديها وشقيقتها
دلفت الجدة لداخل غرفة حفيدها وجدته مازال يغط بنومه العميق لتتوجه إلى الشرفة لتفتح ستائرها وتضاء الغرفة باشعة الشمس الذهبية وتوجهت إلى حيث فراشه جلست جانبه وهى ترفع الغطاء عنه .
نبيل حبيبي صحي النوم بقينا الضهر يا بني مش ينفع كدة
فتح عيناه النعستان بكسل وهو ينظر لجدته
فى ايه يا آش آش أنا لسه ماكملتش نوم
وكزته فى ذراعه بخفة
عيب يا ولد اسمي عيشه
ليبتسم لجدته ويعتدل فى جلسته ويطبع قبلة رقيقة أعلى وجنتها
صباح الفل يا أحلى آش آش فى الدنيا
هزت رأسها بأسى
مافيش فايدة فيك أنا ماربتش غير نديم
لتعلو صوت ضحكته ويعانق جدته من الخلف
وأنا بقى ايه ماتربتش يا عيشه ههههه يا خسارتك يا نبيل فى الملاعب
أبتسمت على مشاكسة صغيرها ونهضت من جانبه
طب بطل شقاوة بقى وقوم أفطر وحصل اخوك على الشركة اقف جنبه يا حبيبي وخلي كتفك بكتفه نديم تعب عشانا كتير ريح قلبي ربنا يريح قلبك نفسي تشتغل جنب اخوك وتبطل الصرمحة بتاعتك دي وتعقل كده يا نبيل ربنا يهديك ياحبيبي أسمع كلام جدتك هتكسب .
اومى براسه وهو ينهض من الفراش متوجها إلى المرحاض لينعش جسده تحت الماء وهو يفكر بحديث جدته الذي يستمع إليه دائما فهي لا تكل ولا تمل من ذلك الحديث وهو كعادته لن يكترث لحديثها يستمع إليها فقط ..
نبيل الصيرفي شاب فى السادسة والعشرون من عمره طويل القامة بجسد رياضي أبيض البشرة بعينين عسليتين وشعر بني كثيف يصل إلى عنقه تخرج من أداره أعمال ولا يفضل العمل معتمد كليا على شقيقه الأكبر لديه علاقات كثيرة بالفتيات ولا يفكر باتخاذ خطوة جادة بحياته دائم الملل ولذلك يتنقل من غصن لغصن شخصيو مرحة وفتى طائش
داخل شركة نديم وبالتحديد بغرفة الإجتماعات ..
كانت تجلس جانبه وهو يملي عليها بعض الملاحظات الخاصة بتلك الصفقة.
وهي تستمع إليه باهتمام ثم وقفت عن مقعدها لتغادر الغرفة لكي تعمل ما طلبه
منها أما نديم فاكمل الاجتماع وهو يعطي أوامره للشباب الذين يعملون تحت إدارته بهذه الشركة وبعد مرور ساعة كاملة أنتهى الاجتماع وغادر الجميع الغرفة..
وظل نديم جالسا مكانه وهو يتفحص ملف الصفقة و ينظر إلى مديرو مكتبه بابتسامة ودوده تم نزع عنه العوينات الطبية قال وهو يطالعها
هايل يا فيروز
ابتسمت بحماس وقالت
بجد يعني عجب حضرتك بعد التعديل
نهض عن مقعده وهو يسير باتجاه باب الغرفة
اه جدا حصليني على مكتبي نتكلم فى الخطوة الجاية.
سارت خلفه لتلحق به جلس بمقعده خلف مكتبه وتحدث بجدية
جاهزة للسفر خلال يومين هتكوني معايا وأحنا بنخلص العقود عشان استلام الشحنة
طبعا جاهزة يا فندم
تمام اتفضلي على مكتبك تكملي الشغل اللي وراكي مش عايز أي عطلة
أومت براسها ثم غادرت مكتبه لتعود إلى مكتبها تتابع عملها بكل جديو وإهتمام ..
داخل النادي ..
بدأت يومها برياضو الجري وبعد ذلك قررت التوجه إلى ملعب الركيت لممارسة رياضتها المفضلة مع إحدى صديقاتها ..
وعلى جانب آخر من النادي كان نبيل يمارس هويته وهى إطلاق الأعيرة الڼارية فقد كان يمسك البندقيه ويضع السماعو أعلى اذنيه لتمنع عنه وصول الأصوات من حوله ثم يصوب البندقية على الهدف الذي أمامه ويبدأ فى إطلاق الأعيرة الڼارية حتى يصل لهدفه وهو مستمتع بهذه الهوية ..
فى ذلك الوقت ودعت صديقتها بعدما فازت عليها بمبارة الراكيت التي قامت بينهما وغادرت النادي لتستقل سيارتها لكي تعود إلى المنزل وعندما بدأت فى تحريك محرك الوقود عادت للخلف لتصطدم فجأة بالسيارة التي خلفها شهقت پصدمة ثم ترجلت من سيارتها تتفقد السيارة التي صډمتها .
وضعت كفها على فاها بسبب فعلتها هذه وظلت تنظر حولها بترقب تنتظر قدوم صاحبها لتعتذر منه وتوضح له موقفها وتتحمل إصلاح ما اتلفته ...
مر من الوقت قرابة النصف ساعة وهى مازالت تنتظر أمام السيارة التى صډمتها .
كان يضع نظارته الشمسية ويغادر النادى ليتفاجئ بوجود فتاة جميلة تقف أمام سيارته تقدم فى خطواته وعيناه مصوبة اتجهاها تتفحص وجهها الرقيق وهيئتها الجذابة نزع عنه نظارته وهو يبتسم لها بإعجاب ثم قال
هاي
ابتلعت ريقها بتوتر
حضرتك صاحب العربيو دي
هز رأسه بالايجاب دون أن ينظر لسيارته
لتجحظ عيناه عندما أستمع لصوتها الرقيق وهي تعتذر عن ما حدث وكادت أن تبكي من اثر مافعلته .
ليتحدث هو برقة بعدما ألقى نظرة على سيارته ثم عاد يطالع الفتاة بهدوء قائلا
أولا أهدي حصل خير دي حاجه بسيطة ولا يهمك المهم أنت كويسة
ابتلعت ريقها بصعوبة وهى تؤمي رأسها بالموافقة أبتسم على براءتها وقرر بأن لن يدعها ترحل من أمامه دون إستغلال هذه الفرصة
ممكن أقبل أعتذرك بس بشرط
قالت بلهفة موافقة هتحمل أنا تصليحها من اتلف شيء عليه باصلاحه
هز رأسه نافيا ثم قال بهدوء
أنت متسرعة كده ليه أنا طلبي ابسط من كده بكتير
نظرت له باهتمام وتحدثت باضطراب
وايه هو الطلب ده
اشار بيده لداخل النادي
ندخل نشرب حاجة مع بعض شكلك متوترة لازم تهدي الأول ماينفعش تسوقي وأنت بالحالة دي
يبقى أنا اللى هحاسب
رفع حاجبيه وهو يرسل إليها غمزه ساحرة
على فكرة أنا مابقبلش العوض والعربية وصاحب العربية فداكي وأنا اللى هحاسب أنا راجل شرقي أوى
توردت وجنتيها بحمرة الخجل وسارت جانبه بصمت شرد نبيل بهذه الفتاة البريئة التي ظلت بجانب السيارة ولم تهرب من خطأ اقترفته دون قصد بل ظلت جانبها لكي تقدم الاعتذار ظل ينظر لها بشرود فهي مختلفة عن أي فتاة عرفها هي مختلفة تماما وجنتها تتورد بالخجل من مجرد غمزته شعر باختلافها ونقاءها
ليفيق من شروده على صوت النادل
طلبات حضرتك يا نبيل بيه
نظر نبيل إليها متسألا
تحبي تشربي ايه
ممكن عصير برتقال
وأنا كمان
ليدون النادل طلباتهم ويذهب
فى احضارهم .
كانت تشعر بالخجل وظلت صامتة تفرك كفيها بتوتر أراد أن يذيب ذلك
الخجل
متابعة القراءة