روايه وصمه ۏجع
المحتويات
تلك الحياة التي تعاملنا كأرجوحة ترفعنا للسماء ثم تهبط بنا دون سابق إنذار تلعب بنا كلعبة اليويو عندما تأخذنا للأعلى نظن أن الحياة ابتسمت لنا وقد منحتنا السعادة بعد كل ذلك الشقاء ولكنها سرعان ما تقذفنا للأرض لنعود إلى رشدنا ونعلم أنها حياة ماذا ستمنحنا سوى الۏجع الذي اعتدنا عليه كل ذلك عاشته غصون في تلك الدقائق التي
وقد كان بالفعل بعد أن بدلت ذلك الفستان التي ظنت أنه جواز مرورها لبوابة السعادة بعد أن كانت محلقة في السماء عندما أخبرها أنه من اهتم واختاره
طرقت باب غرفة مكتبه ثم فتحته ودخلت لتجده يجلس على مكتبه ومازال وجهه ينم عن نيران مشټعلة بداخله وعيناه ترسل شرارا ېحرق عن بعد
ابتلع ريقه محاولا تهدئة نفسه حتى لا يصدر منه قولا أو فعلا يندم عليه ثم قال بحدة مش عايز اتكلم دلوقتي مع حد
لم تبالي وجلست على الكرسي أمامه وقالت وأنا مقدرش اسكت وأنا شايفاك بالحالة دي إيه اللي حصل وغيرك فجأة كده
أشاح بعينيه عنها وهو يتذكر كلام آسر خد بالك من مراتك عشان متقدملها عريس فتصلبت كل عضلة في وجهه ورد عليها وهو يضغط على أسنانه محاولا كظم غيظه مفيش حاجة حصلت
فيه حاجة
نظر لها واحتد غضبه وتصلبت جميع ملامحه وعلت أنفاسه وقال بحدة قولي كده بقى قولي إنك زعلانة عشان سيبنا الفرح أنا ممكن ارجعك الفرح تاني لو هناك حد مهم كان لافت نظرك
هزت رأسها تطرد تلك الكلمات المهينة غير مصدقة أنها صدرت الآن منه ولكنها لم تستطع كتم ذلك بداخلها كما اعتادت فنظرت له پغضب وقالت إيه الجنان اللي بتقوله ده يعني إيه حد لافت نظري أنا مش مصدقة إنك أنت اللي بتقول كده زمان أما هنتني وانا على باب اوضتك ووصفتني بقلة الحياء رغم إني مكنتش عملت حاجة غلط بس عذرتك لأنك مكنتش تعرفني أما دلوقتي بعد الفترة اللي قضيتها ف بيتك أظن المفروض تكون عرفت إني مش زي ما أنت شايفني كده
يحاول أن يسترد هدوءه لإصلاح ما صدر منه من خطأ ولكنها لم تدع له فرصة وأكملت بنبرة تغمرها الخيبة والخذلان أنا للأسف كل الورود اللي زرعتها ف حياتي حصدتها شوكشوك بيتغرس في قلبي ورغم إني اتعود ع الۏجع والخذلان من الدنيا إلا أن وجعك أنت بېحرق روحي
شعر بنغزات في قلبه تخبره بجرم ما صدر منه فابتلع ريقه بحرج من كلامها فأراد تبريره وقال بصوت هادئ أنا مقصدتش اللي فهمتيه
تعجب من ثورتها تلك وكأنه يرى إمرأة أخرى قوية وحادة غير تلك الضعيفة المنكسرة ففاجأته بقراءة أفكاره وقالت بنفس الحدة ولكن الدموع متحجرة في عينيها مستغرب مني صح معاك حق إذا كان أنا مستغربة نفسيبس اللي متأكدة منه إني استقويت بيك ع الدنيا كنت ليا امان وحماية وراحة بس أنت كعادتك دايمآ بتفاجئني بطعڼة غير متوقعة بس لأول مرة أحس إن صبري
نفذ ومبقتش قادرة على ۏجع تاني وخصوصا لو منك أنتأنا اتحملت كتير اتحملت أعيش معاك وأنت حابس نفسك جوه ماضي أنا مليش ذنب فيه بس اتغاضيت عن كل ده واكتفيت بس بوجودك ف حياتي بس خلاص مبقتش قادرة اذل نفسي أكتر من كده و أنا المرة دي اللي هقولك الزم حدودك معايا وخصوصا لو حاجة تمس أخلاقي وهقولك كلام مش جديد عليك أنا هنا عشان يزيد ويزن وبس فاهمني عشانهم وبس ثم تركته وغادرت تصعد مسرعة إلى غرفتها ترتمي على فراشها باكية وهي تتذكر منه جملة واحدة قولي كده بقى قولي إنك زعلانة عشان سيبنا الفرح أنا ممكن ارجعك الفرح تاني لو هناك حد مهم كان لافت نظرك
بينما هو وقف ينظر لأثرها بصمت موجع لا يعلم ما الذي أصابه منذ أخبره آسر بذلك الوغد الذي نظر لزوجته جلس على الكرسي مرة أخرى يفكر نعم زوجته وليس من حق شخص على الكرة الأرضية أن يراها زوجة له سواه هو الآن يعترف لنفسه أنها ملكه هو فقط دون غيره ويجب أن يعلم العالم ذلك ولكن قبل ذلك يجب أن يستعيد ثقتها مرة أخرى فاليوم جرحها چرحا كبيرا من الصعب مداواته وصب كامل
غضبه عليها دون تفكير هو يعلم جيدا مدى نقائها ولكنه هو دائما الذي يهدم كل جميل بينهما ولكنه من الآن سيكون كل إهتمامه في إصلاح كل ما أفسده منذ أن تزوجها حتى الآن.
انتهى الحفل وعادت برفقته إلى شقتهما الصغيرة ولكنها ممتعضة على حاله فهو منذ مغادرة ياسر وأسرته الحفل وهو عابس الوجه وبعد عدة محاولات تسأله فيها عن سبب حزنه أجابها
بما حدث وشعوره بالذنب فما كان يجب عليه أن يخبر أخيه وحاولت أن توضح له أنه لم يخطئ وقد حدث ما حدث ولكنه لم يقتنع وها هما عائدين الشقة وهو على هذا الحال أرادت المرح لتخفيف عنه فخلعت حذائها ذو الكعب العالي ورمته وهي تزفر وتقول
رجلي بقت هريسة أنا ياناس ماليش في الكعب ومحڼ البنات ده أنا بمشي بالكوتش زي الحمامة
ابتسم لها وهز رأسه دون ردورفعت إصبعها في وجهه وهي تقول بس ده ميمنعش إني ست البنات ومفيش واحدة بجمالي
ابتسم إبتسامة جانبية وقال لها امشي يابت مش عايز ۏجع دماغ
اعتدلت واقفة تهز كتفها وتقول بعنجهة أنت طايل أكون معاك
انت الخسران أما اروح أغير الفستان الشيلة ده
سارت خطوات فاستوقفها قائلا غيري ياسدرة وتعالي نامي جمبي
ابتسمت بإنتصار ثم أخفت إبتسامتها والتفتت له تقول تدفع كام
ابتسم وخبط كفيه ببعضهما فكررت جملتها اخلص وقول تدفع كام
ما كله بتمنه أنا بنام ف سريري براحتي افرد رجلي افرد دراعي مخدتي محدش له حاجة عندي إنما آجي اتزنق جمبك وأضحي بحريتي وأنا نايمة يبقى لازم يبقى فيه تمن
نهض وسار إليها حتى وقال بصوت هامس وهو يغمز لها
احمر وجهها وذهب قناع القوة التي كانت تتحدث به منذ لحظات فأخرج من ذلك قائلا إيه ده إيه ده متقوليش إنك بتتكسفي زي بقيت البنات أنا يابنتي اقتنعت ورضيت إني متجوز واحد صاحبي
رفعت بصرها له ونظرت له بغيظ وردت عليه بإنفعال خلاص ابقى شوف مين اللي هينام جمبك يااا ياصاحبي ثم غادرت بخطوات منفعلة بينما هو وقف يضحك عليها حتى دخلت غرفتها.
بعد نصف ساعة كان قد بدل ملابسه ورتب غرفته وعطرها ثم فتح بابها وعاد يجلس على فراشه وهو يناديها مدعيا الألم سدرة سدرة الحقيني
بدلت ملابسها وجلست تفكر كيف تتحجج وتذهب إليه دون هدر كرامتها تبتسم على مزاحه الذي أصبحت تعشقه رغم أنه يمس أنوثتها أحيانا ولكنه يضفي على الجو بينهما المرح بعد تلك المشاكسات وبينما هي جالسة سمعت صوته يناديها مستغيثا.
هبت مسرعة إليه وجدته يجلس على حافة فراشه ويضع يده على قلبه وسألته بلهفة مالك ياآسر أنت كويس
ووضع كفها على قلبه وقال مداعبا لها قلبي بيوجعني ف بعدك ياسدرة
تحولت اللهفة إلى ڠضب ورفعت كفها وضړبته على كتفه تقول بغيظ حرام عليك ياأخي وقعت قلبي
ابتسم لها حتى أجلسها على فخذيه وقال هامسا في أذنها سلامة قلبك ياقلب قلبي
ابتسمت ولانت ملامحها وقالت تلومه خفت عليك بجد ياآسر متعملش كده تاني
رد عليها ماأنتي ڠضبت مني ومجتيش تنامي هنا
همت أن ترد عليه وهي تنظر في عينيه ولكن ذلك الشديد بينهما قطع الكلام على لسانها وأخذها لعالم آخر سابحة في تلك العينين الساحرتين وتلك الملامح التي تأسر ورائحته التي تتغلغل داخل روحها.
هو الآخر كان بأمس الحاجة لذلك فقد اكتفي بعدا عنها
عدم إنتظام أنفاسها.
واستنشق بإشتياق وهو يقول بهمس ريحتك دي بتسكرني
سار بهدوء حتى وقف خلفها وهي تقف مبتسمة له أمام المرآة بعدما انتزعت حجابها من على شعرها ثم بحب ويقول كل يوم حلاوتك بتزيد تعرفي إنك كنتي أجمل واحدة النهاردة
وهي تبتسم وتقول بحنان أنت اللي أجمل حاجة حصلت في حياتي يا مراد أنا بحمد ربنا كل يوم أنه رزقني برجل جمبك يفضل سند ليا طول العمر
استدار حتى وقف أمامها
رفع وجهها مراد وقال لها بحماس إيه رأيك بقى في أسبوع عسل نقضيه سوى بعيد عن الناس كلها نبقى فيه لوحدنا
نظرت له بحيرة وقالت طب وجنى وفادي
رد عليها جني إنسانة متفاهمة وعارفة مصلحتها وهي مشغولة بدراستها زي ما انتي شايفه وفادي عنده معسكر مع فريق النادي لمدة أسبوع
ابتسم له بدلال وقالت دا أنت مظبط كل
حاجة
انزل يديه يرفعها كطفلة صغيرة بين يديه وينظر لها بحب بينما هي رفعت يديها وتبتسم له بعشق قائلة بحبك لآخر نفس ف عمري يا مراد
ابتسمت له بعشق وردت عليه صباح الفل ياقلبي
رفع ويسألها أنتي صاحية من زمان
ردت عليه بإبتسامتها لا بقالي شوية صغيرة
نظر لها
بإمتنان وقال شكرا يا يمنى شكرا إنك جمبي ومعايا شكرا إنك وافقتي تكون دنيتي بعد ما بقيت فيها وحيد
التي تتجول على وجهه الآخر وقال ربنا مايحرمني منك أبدا يا يمنى
ردت عليه ولا يحرمني منك يا عيون يمنى قوم ياللا خلينا نفطر
مر أسبوع كامل وهي تتعمد تجاهله فقط تنهض صباحا تعد الولدين للذهاب إلى الروضة وتجهز الفطور له ثم تضعه على الطاولة وتصعد لغرفتها حتى يفطر ويغادر المنزل ومعظم الأحيان يترك الطعام دون مسه ويغادر وعندما يعود تعد الطعام له وتذهب من أمامه تجلس في
غرفتها على الرغم من الحياة في المنزل أصبحت باردة خالية من الحياة إلا أنها سئمت
متابعة القراءة