روايه هوس من اول نظره
المحتويات
في إتجاه
فريد الذي كان ممددا على الاريكة و يشاهد
أحد البرامج السياسية بتركيز غير مبال
بزوجته التي تكاد ټنفجر من شدة الغيظ
من بروده
أقسم بالله عمري ما شفت حد بارد زيك
طلقني يا فريد طلقني بكرهك
رمقها يملل و هو يرمي الوسادة على
الأرض قائلا
فكريني بكرة الصبح دلوقتي مش
أروى بصړاخ
يعني البرنامج البايخ داه أهم مني قلتلك
طلقني حالا مش هستنى لبكرة الصبح
تجلس فريد و هو يمسح وجهه مستدعيا كل
ذرة صبر لديه قائلا ليتحدث بهدوء تام
عاوزة إيه يا أروى
أروى
سيف جاب لسيلين شنطة بمليون دولار
و عربية بثلاثة مليون جنيه أخوك جاب لمراته
إسمها و انا و لا مرة
شفتك داخل عليا بكيس بطاطس حتى
رفع فريد حاجبيه بشك و هو يذكرها
يعني أنا مجبتش شنط و لا جبت مجوهرات
و لا عربيات
اروي باستدراك أيوا جبت بس انا عاوزة
هدايا كل يوم زي يارا إش معنى هي
فريد تفتكري ليه مش عشان هي مخدتش
حب يعوضها مش يمكن هو غلط معاها
و عاوز يعتذرلها و يكسبها من ثاني طب
إيه رأيك أعاملك زي ما صالح كان بيعاملها
زمانو انا مستعد بعدها أجيبلك كل يوم
هديتين مش واحدة
إبتلعت أروى ريقها بصعوبة عندما تذكرت
معاناة يارا في الماضي ليلين صوتها
طب مش لازم رولز دي أنا قابلة
حتى فاراري قصدها عربية فيراري
تأفف فريد بصوت عال و هو يستقيم من
مكانه متجها نحو باب الجناح قائلا
پغضب داه أنا اللي هفر منك تصبحي على
خير انا هنام في اوضة زين
لحقته أروى حتى تقنعه مرة أخيرة
طب إستنى نتفاهم طب إيه رأيك
طب سكودا و الله راضية حتى بتوك توك
المهم
إنتفضت و هي تتراجع إلى الوراء بعد أن
أغلق فريد الباب وراءه لتخرج لسانها
بسخرية منه قبل تتمتم بغيظ
طب إثبت على رأيك و متجيش
بعدين تتسحب في انصاف الليالي
عشان تعتذر هي الرجالة بقت بخيلة
كده ليه داه بيذلتي بالعربية الجديدة
لازمتها قعدة مع نوجة و سولي إحنا
لازم نرجع نسيطر ثاني من يوم ما البت
يارا رجعت و إحنا فقدنا هيبتنا
أخرجت هاتفها لتتصل بالفتيات حتى
يجدن حلا
الفصل السابع و الثلاثون النهاية من رواية هوس من اول نظرة الجزء الثاني
بعد مرور يومين
دلفت هدى والدة سيلين فيلا صالح و هي
تدفع أمامها الكرسي المتحرك الخاص بسناء
رحبت بها يارا ثم إنحنت لتقبل والدة صالح لكنها
دفعتها قائلة
إنت مين
رفعت رأسها نحو هدى و هي تضيف
مين دي إنت جبتيني لفين
ضحكت هدى و هي تشير ليارا بعينيها أن تعذرها
بينما تجيب سناء
دي يارا مرات إبنك صالح اللي فضلتي
تزني عليا عشان أجيبك تشوفي عياله
تمتمت سناء بتفكير هو صالح أتجوز و بقى
عنده عيال
مصمصت شفتيها بحركة شعبية جعلت يارا
ټنفجر ضحكا فهي بالتأكيد قد تعلمتها من أروى
لأن سناء لطالما كانت سيدة أرستقراطية ملقيتش وصف ثاني في تصرفاتها و تعالت ضحكتها
اكثر عندما سمعتها تكمل
و داه مين اللي هتتجوزه على طول
مكشر و مش بيضحك غير بمواعيد
دعتهم يارا للدخول لتدفع هدى الكرسي أمامها
حتى وصلت إلى الصالون و هي تسألها
أمال فين الاولاد
يارا
ثواني هندهلهم أصلهم جوا مع
باباهم
هدى بأسف هو إنت لسه مصرة على قرارك
يارا و هي تخفض رأسها بتوتر و الله مش
بإيدي انا اللي عشته مع صالح كانت صعب اوي
بقالي خمس سنين بعيدة عنه و أنا لسه بحلم بكوابيس إنت يمكن مكنتيش موجودة معانا
بس اكيد أروى و إنجي حكولك انا شفت منه إيه
هدى محاولة الصلح بينهما بس مش يمكن
قربك منه يكون هو دواكي أحيانا بيكون
السم هو المړض و في ذات للوقت الدواء
انا يمكن مكنش حاضرة على عذابك بس
كنت موجودة و شفت قد إيه هو ټعذب كمان
و دفع الثمن أضعاف
يارا بتصميم بس انا مكنتش السبب
في معاناته
هدى بخبث بعد أن لاحظت عصبيتها
طب ما تخليكي معاه و ټنتقمي منه زي
ما إنت عاوزة
يارا و هي ترفع حاجبيها باستغراب قصدك
إيه لا انا مش بتاعة الحركات دي دي
تعملها واحدة عاوزة تفضل مع جوزها
إنما أنا خلاص مش عاوزاه هو بس لو يسيبني
في حالي
هدى بضيق من عنادها فرغم أن إنجي
و سيلين أخبرتاها أنهما حاولتا بشتى
الطرق إقناعها أن تظل معه بأي شروط
تريدها لكن رفضت أي إقتراح متنسيش
إن إنت اللي إبتديتي هو كان بيحبك
بجد و كنتي بتضحكي عليه حطي نفسك
مكانه صالح اول مرة عرف الحب على
إيديكي و كان مستعد يضحي بعيلته
عشانك و إنت عارفة بابا كان صعب
إزاي حتي انا مرضيش يسامحني غير لما
كنت ھموت خلاص
كان مبسوط اوي بيكي و بيخطط لحياته
معاكي كان مستعد يجيبلك نجمة من السماء
بس إنت كنتي عاملاه لعبة و بتستغفليه
لا و مش كده و بس كل اصحابك عارفين
يعني خليتي اللي يسوا و اللي ميسواش
يضحك عليه هو صح كان زودها كثير
معاكي بس داه عشان كان مجروح منك
أوي على قد جرحه على قد إنتقامه
و رغم كده هو معرفش يكرهك بالعكس هو
حبك أكثر و كان ناوي يعتذر منك و يبدأ
معاكي حياة جديدة خصوصا لما بقيتي
حامل انا مش هبررلك أفعاله و لا بقلك
سامحيه بس هو أجبرك تقعدي معاه عشان
عارف لو خيرك مش هتفضلي دقيقة
جنبه فهو كان بيداري حبه ليكي ورا قسوته
و متنسيش كمان إن هو كان ضحېة زيك
و لعبوا بيه
يارا يا سلام يعني انا اللي طلعت غلطانة
طب انا بعترف إني غلطت معاه بس انا
كنت صغيرة وقتها في أولى جامعة
داه انا كنت غلطانة حتى مع نفسي
كانت غلط أكيد مش هبقى كويسة مع
ناس غيري و يمكن داه اللي مخليني
هادية دلرقتي عشان حاسة إني ربنا
حط صالح في طريقي و كل العڈاب
اللي شفته على إيديه كان تكفير على
ذنوبي بس خلاص كفاية انا تعبت
أوي و من حقي ارتاح انا عاوزة أبعد عن
هنا و اربي ولادي مش عاوزة حاجة
ثانية منه خليه يتجوز اكيد هيلاقي
ست ثانية يبدأ معاها حياة جديدة و ينساني
رمقتها هدى بأسف و هي تقول ربنا يهدي
سركوا و آلله حرام اللي بيحصل داه
طب فكري ثاني عشان الاولاد كفاية
تحرموا من أبوهم طول السنين دي داه
في حد ذاته عقاپ قاسې أوي لصالح انه
يكتشف ان كان عنده اولاد و هو ميعرفش
و لما عرف امهم عاوزة تأخذهم منه
صاحت يارا بعد أن شعرت بأن الجميع
يضغط عليها فبعد ان خرجت مع صالح
و الاولاد في سيارتها الجديدة تحدثا
و حسما الأمر بينهما حيث رفضت يارا
طلبه و قرر صالح إخبار الجميع و من يومها
و هم يتناوبون على إقناعها حتى تعبت
حرام عليكوا كفاية انا مش مستحملة
يعني عايزيني أنسى و أرجعله
حطوا نفسكوا
مكاني عاوزيني اترمي في حضڼ الراجل
اللي حطمني و خلاني اشوف العڈاب الوان
على إيديه اولاد مين اللي بتتكلمي عنهم
مش هما دول نفسهم اللي كان هيقتلهم
و هما لسه في بطني و لو مهربتش
كان زماني مدفونة تحت التراب من سنين
انا و هما هما حكولك انا كام دخلت المستشفى
بسببه و كام مرة فريد و أروى خلصوني
من إيديه و انا خلاص ھموت كام مرة هددني
انا قلتله كام مرة اطردها دي پتكرهني عشان
فاكرة إني خطڤتك منها بس هو رفض و خلاها
لغاية ما حطتلي الدواء بتاع الإچهاض
و صالح بيه اللي حضرتك بتدافعي عنه بدل
ما يتأكد لقى أسهل طريقة إنه يعاقبني
جرني من شعري و انا بلبس النوم
في عز البرد و قدام عيلته كلها و الخدامين
و الجاردز بهدلني و شتمني و داس
على كرامتي و سجني في اوضة ثلج
مفيهاش حتى مفرش اضطريت أثق
في عدوتي اللي كانت مأجرالي مچرم
سارة انا كنت ھموت انا و أولادي
مسحت دموعها بسرعة التي ملأت وجهها
ثم اكملت بصوت جامد
طنط هدى إنت عارفة انا بحبك و بحترمك قد إيه
بس صدقيني داه لو حصل لسيلين عمرك ما كنتي هتوافقي إنها تدي فرصة ثانية لجوزها
انا مش هحرمه من أولاده يجي يزورهم في
اي وقت و ياخدهم يقعدوا معاه قد ما
يحب و انا عارفة و متأكده انه يقدر ياخذهم
مني على طول بس انا سايبة الموضوع داه
لضميره تفضلي اقعدي إحنا خدنا الكلام
و مضيفتكيش و لو إنك صاحبة البيت
إلتفتت نحو سناء لتسألها و إنت يا طنط
سناء تشربي إيه
رفعت لها سناء إحدى الدمى الخاصة
بلجين و هي تجيبها شوفي فستانها
حلو إزاي
رمقتها يارا بشفقة و هي تتنهد بحسرة
كم الحياة غدارة تستطيع ان تأخذ منك
كل شيئ في لحظة واحدة و هي قد أخذت منها
أهم شيئ صحتها و عقلها فمن كان يتصور
ان هذه هي نفسها سناء تلك السيدة الجميلة الأنيقة
هتفت هدى و هي تعلق ممكن تندهي
سليم و ريان
كانت يارا ستتحرك لكنها وجدت صالح
يقبل عليهم و هو يحمل الصغيرين و قد
بدأ من ملامحه الحزينة انه إستمع لكلامها
زفرت يارا بارهاق بينما تجنب صالح
النظر إليها و هو يرحب بعمته
اهلا يا عمتو تفضلي نورتي البيت بس لو
سمحتي لو جاية عشان الموضوع إياه بلاش يارا
تعبت و هي بتحاول تقنع الكل برأيها
انا و هي خلاص خدنا قرارنا
وضع سليم و ريان على الأرض ثم سار نحو والدته
التي تعرفت إليه على الفور ليقبل يديها
و جبينها و هي تبتسم له بسعادة
وقف من مكانه ثم نادى على إحدى الخادمات
لتحضر مشروبات لوالدته و عمته و كذلك
للأطفال اللذين كانا لازالان يتمسكان به
فهو منذ قليل عندما كانوا في الداخل
حاول صالح ان شرح لهما الوضع و أخبرهما
بأنه سوف يسافر إلى مكان بعيد و لن يستطيع
المكوث معهم في المنزل و لكنه سوف يزورهم
من وقت لآخر
كان سليم سليم عابسا بينما ريان يمسك
نفسه بصعوبة حتى لا يبكي حتى أنهما
لم يستمعا لكلام والدتهما عندما طلبت منهما ان يقبلا جدتهما و أخبرتهما كذلك أنها أتت خصيصا لكي
تراهما
رمقها سليم بجمود ثم إقترب من والده أكثر
ليلتصق به و كأنه خائڤ ان يختفي كما في
الماضي أما شقيقه فصاح پبكاء و هو ينفض
يدها عنه
إبعدي عني انا مش عاوز أبوس حد
انا عاوز بابي و بس إنت هتخليه
يسافر بعيد و نرجع من غير بابي ثاني
زين و يارا و عمر و لوجي كلهم عندهم بابي
و دايما معاهم زين قلي إن باباه عمره ما سافر
ليه إحنا بس اللي بابي يبعد عننا انا مش عايزه
يسافر عشان خاطر ربنا يا مامي خليه معانا
اضاف سليم مؤيدا كلام شقيقه لكنه كان
أكثر تماسكا منه فهو لم يكن يبكي مثله
أيوا يا مامي خليه معانا هو أصلا بيقعد
طول الوقت برا و كمان لما ييجي بيقعد
في أوضته لو سمحتي يا مامي هو إنت
ليه مش عاوزة بابي يقعد معانا داه حتى
جابلك هدايا كثير المفروض تسامحيه
بهتت هدى و حدثت في يارا التي كانت
تخفض رأسها دون أن تبدي ردة فعل بينما
كان صالح يحاول
النظر إلى أي شيئ
سوى إلى صغاره اللذين أحرجوه أمام
عمته هتف و هو يفرك عنقه بخجل
إنتوا تعلمتوا الكلام داه فين أم إبراهيم
دي طلعت مدرسة بجد
نفخ بإرهاق انهك عقله و قلبه و هو
ينحني إلى الأمام حيث كان صغيريه
يقفان إلى جانب بعضهما ليحدثهما بحزم
سليم ريان إحنا مش
متابعة القراءة